هذه الرسيالة تفيد بانك غير مسجل
ويسعدنا كتيرا انضمامك لنا ..
هذه الرسيالة تفيد بانك غير مسجل
ويسعدنا كتيرا انضمامك لنا ..
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بكـ زائر من جديد
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  اتصل بينااتصل بينا  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 رساله قصه مؤثره للغايه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
** امة الله **
عضو نشيط
عضو نشيط
** امة الله **


عدد الرسائل : 33
الوظيفة : رساله  قصه مؤثره للغايه Doctor10
الاوسمة : : 4
sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">$post[field5]</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

رساله  قصه مؤثره للغايه Empty
مُساهمةموضوع: رساله قصه مؤثره للغايه   رساله  قصه مؤثره للغايه Emptyالخميس مايو 22, 2008 7:03 pm


رساله  قصه مؤثره للغايه 1054




رساله  قصه مؤثره للغايه S777
في مساء ليلة شاتية.. رن جرس الهاتف..
رفعت السماعة فإذا هـو عبدالله..
نعم.. عبدالله.. قد تخرج من الكلية في العام الماضي، وانقطعت العلاقة بيننا منذ ذلك الحين..

ما إن سمعت صوته، حتى استعدت ذاكرتي ذاك الوجه البهي والجسم الممتلىء شباباً..
-حياك الله ياعبدالله..مرحباً.. كيف حالك مأخبارك.. مـا..
قاطعني بصوت ضعيف:
-تذركتني ياشيخ؟
-نعم.. وكيف أنساك
لم يتفاعل مع عبارتي، ولم يبدَ منه تجاوب، لكنه قال بصوت ضعيف: أريدك أن تزوني في البيت..ضروري..هاه!..
أنا لا أستطيع زيارتك.. لاتسألني لماذا!
إذا جئتني عرفت السبب!
قال هذه العبارات بصوت خافت حزين.. لكنه كان بنبرة جادة.. وصف لي طريق منزله.. طرقت الباب.. فتح لي أخوه الصغير..
-أين عبدالله؟
-عبدالله.. في المجلس.. تفضل..
مشى الصغير أمامي، فتح باب المجلس، فلما دخلت المجلس دهشت.. ماذا أرى!! عبدالله على سرير أبيض..بجانبه عكاز.. وجهاز يلبس في الرّجل لأجل المشي.. ومجموعة من الأدوية.. أما هو جسد ملقى على السرير..
قال لي مرحباً وقد حاول جاهداً أن يقف على قدميه للسلام..
-حياك الله ياشيخ.. حياك الله.. كلفناك وأتعبناك..
-لا.. لم تتعبني في شيء.. عفواً لم أعلم بمرضك من قبل.. لكن ماذا أصابك؟ ماذا حدث لك؟ ألم تتخرج من الكلية؟ الم تحدثني أنك سوف تتزوج، وسوف.. وسوف..
-نعم، ولكن حدث مالم يكن في حسباني..
تخرجت من الكلية قبل اشهر معدودة كما تعلم، وأصابني مايصيب الشباب عادة من الزهو والفرح بالتخرج.. بدأت مشوار الحياة الجديدة.. فتحت كتاب مستقلبي المزهر ورَحت أستمتع بتقليب صفحاته وأحلم بأيامه السعيدة..
ومضت الأيام السعيدة سريعة.. لايكدر صفوها إلا صداع بيسط كان ينتابني في بعض الأوقات.. ومع مضي الأيام بدأ هذه الصداع يزداد شدة وألماً.. لكن الادوية المسكنة كانت كفيلة بالقضاء عليه.. ومضت الأيام على هذه الحال وقد تعوَد رأسي على هذا الصداع حتى صرت أنساه في كثير من الأحيان مع شدته وألمه.

لكن شدة هذه الصداع بدأت تزداد وتزداد.. وبدأ يصاحب ذلك ضعف في النظر.. حتى اشتدّ ذلك علي إحدى الليالي.. فذهبت إلى قسم الطوراىء في احد المستشفيات.. شاكياً مما أصابني من صداع وضعف في النظر.. فلما قابلني الطبيب المحتص، عمل لي التحاليل والأشعة واللازمة، ثم قال لي:
-نحتاج إلى إجراء أشعة مقطعية دقيقة لرأسك، وهذا غير متوفر حالياً في المستشفى.. أذهب إلى مستوصف خاص واعمل هذه الأشعة ثم ارجع أليّ بها.. وحاول أن يكون سريعاً!..
خرجت يمتلكني الوجل تارة.. والاستغراب تارة أخرى.. هذه الطبيب! لماذا يتعبني هكذا؟ كان الأحرى أن يعطيني مسكناً للصداع.. أو قطرة للعين.. وينتهي الأمر.. وجعلت أشاور نفسي، هل أهمل الطبيب وأشعته.. واشتري داوء بخمسة ريالات يسكن هذا الصداع واذهب للبيت وأنام؟ أم أعمل الأشعة التي طلبها وأنظر على ماذا ينتهي الأمر.. لكني مع كل هذه الخواطر ذهبت غلى ذاك المستوصف وأجريت الأشعة.. ثم رجعت إلى الطبيب، أحمل بين أيدي أوراقاً لاأفهم شيئاً من رموزها...

-تفضل يادكتور.. هذه هي الأشعة التي طلبت
لبس الطبيب نظارة سميكة على عينيه.. أخذ يقلب الأوراق بين يديه.. تغير وجهه..
وسمعته يقول: لاحول ولاقوة إلا بالله.. ثم رفع بصره إلي وقال:
-استرح.. اجلس..
-بشّر يادكتور.. خيراً إن شاءالله؟
-خيراً.. إن شاءالله.. خيراً..
وظل صامتاً، لايرفع بصره إليَ! ثم رفع سماعة الهاتف، وبدأ بالاتصال على مجموعة من كبار الأطباء يطلب حضورهم!! ماهي إلا دقائق حتى اجتمع عنده ستة أو سبعة منهم.. بدؤوا جمعياً يقلبون نتائج التحاليل.. ويتأملون صور الأشعة.. ويتحدثون باللغة الإنجليزية، ويسارقونني النظر..
مضت قرابة ساعة على هذا الحال.. وأنا في حال لايحسد عليه..
بدأ يمرّ في عقلي شريط ذكرياتي.. أخذت استعرض سجل حياتي.. بل مستقبلي.. ترى ما بالهم يتناقشون؟ مابال الطبيب اهتم كا هذا الاهتمام..
ثم رحت أطمئن نفسي وأقول لها: هـؤلاء الأطباء يكبرون المسائل دائماً.. كل منهم يريد أن يستعرض قواه.. تحاليل..! اجتماعات..! والمسألة حلها سهل: حبة أو حبتان من الـ(بندول) مع قطرة للعين، وينتهي كل شيء!!
ظللت أنظر إلى الأطباء محاولاً أن أفهم شيئاً مما يقولون، ولكني مع تركيزي الشديد لم أفهم كلمة واحدة بدأت نقاشهم تهدأ وتهدأ.. ثم خيم الصمت عليهم..
خرج أحدهم من العيادة وتبعه آخر.. فثالث.. حتى لم يبق إلا أثنان..
قال لي أحدهما:
-اسمع ياعبدالله! أنت أكبر من أن يقول لك أحضر والدك!!
-خيراً إن شاءالله يادكتور.. ماذا تقصد؟!
فقال بأسلوب حازم:
-التقارير والأشعة تدل! على وجود ورم في رأسك، حجمه يزداد بسرعة مخيفة، وهو الآن يضغط على عروق العين من الداخل، وفي أي لحظة يمكن أن يزداد هذا الضغط.. فتنفجر عروق العين من الداخل.. فتصاب بالعمى.. ثم تصاب بنزيف داخلي في الدماغ ثم تموت!!..
ثم سكت الطبيب.. نعم سكت.. لكن كلمته الأخيرة بدأت تتردفي أذني.. تموت..تموت.. ياللهول.. مأقسى هذه الكلمة.. مأشد وقعها على النفس.. أموت.. نعم أموت.. لكن شبابي..رواتبي..وظيفتي..أمي..أبي أموت!!
صحت بأعلى صوتي..
يادكتور!!..مأذا؟..كيف؟..ورم؟..كيف ورم؟..متى ظهر عندي؟..ما سببه؟.. وأنا في هذه السن؟.. أعوذ بالله؟ورم؟..سرطان؟.. لاحول ولاقوة إلا بالله..
-نعم، ورم ولابد من علاجه بسرعة، كل دقيقة.. بل كل ثانية تمرّ..ليست في صالحك.. الليلة ندخلك المستشفى ونكمل التحليلات اللازمة، وفي الصباح ان شاءالله- نفتح رأسك ونخرج الورم..
قال الطبيب هذه الكلمات بكل حزم..وبرود..
قالها وهو يسمح نظارته ويقلب نظره في أوراق بين يديه..
أما أنا فلم أكن أستمع إليه بإذني فقط بل أظن جسدي كل قد تحول في تلك الساعة إلى أذن تسمع وتعي..
استمر الطبيب في كلامة..
-اصبر..واحتسب..لست الوحيد الذي تجرى له مثل هذه العملية..أناس كثيرون اجريت لهم وشفوا بإذن الله.. وأنت شاب مؤمن عاقل، لايحتاج مثلك إلى تبصير وتثبيت واصل الطبيب كلماته وهو ينظر إلي..أما أنا..فقد كانت عيناي جاحظتين في عينيه..نعم كنت أنظر اليه بتركيز شديد..
أما كلامه: فقد اختلطت عباراته الأخيرة بعباراته الأولى..ولم يثبت في ذاكرتي إلا: ورم..سرطان..عملية
ماذا لو كتب الله علي الموت أثناء العملية؟.. ماذا ستفعل أمي؟.. أبي الذي جاوز السبعين؟.. إخواني؟.. اخواتي الصغار؟..
بل كيف سأدخل القبر وحدي؟.. كيف سأمرّ على الصراط؟.. كيف؟ وكيف؟
أين تخطيطاتي..شهاداتي..الزواج..الوظيفة الجديدة.. كيف يحصل هذا فجأة.. أسئلة كثيرة تتردد في داخلي.. جعلتني أسبح في بحر من الأفكار لا سأحل له..
أخذت أصرخ في داخلي: ياحسرتا على مافرطت في جنب الله.. ياليتني قدمت لحياتي الأخرة..
كل المتع التي كنت أجمعها..والمراكز التي أسعى لها..تذهب فجأة..هكذا بدون مقدمات.. ماأقصر هذه الحياة.. والله ماكنت إلا في غرور..
كيف كنت أتتبّع الشهوات..وأواقع اللذات.. وجهنم قد سعرت.. والأغلال قد نصبت.. والزبانية قد أعدت؟!
تباً لهذه الدنيا..أن ضحكت قليلاً وأبكت كثيراً.. وأن فرحت أياماً أحزنت أعواماً..
وإن متعت قليلاً أشقت طويلاً..
وأخذت أعاتب نفسي الخاطئة أشد المعاتبة..
آه.. ماأطول حزني غداً.. رحماك ياربَّ..رحماك ياربَّ..
وفجأة.. قال الطبيب:
- هذه أوراق العملية! وقع عليها، حتى نحجز لك سريراً، وننهي إجراءات إدخالك للمستشفى!!
بقيت وأجماً أنظر إليه، فقال:
-خذ! مابالك؟..خذ..
-لا.. لن أوقع على شيء!
-كيف؟ لن توقع!! مجنون أنت!! المصلحة لك وليست لنا.. والمضرة عليك لا علينا.. لاتظن أننا فارغون نبحث عن رأس نتسلى بإجراء عملية فيه!!..الأمر مهم.. وخطير..
-لا.. لن أوقع على شيء..
- عموماً لا نستطيع إلزامك.. ولكن وقع على هذه الورقة حتى نخلي مسئوليتنا منك لو حدث لك نزيف مفاجىء.. أخذت الورقة فإذا فيها:
أقرّ أنا الموقع أدناه أني خرجت بطوع إرادتي واختياري من مستشفى..الخ..
وقعت الورقة وانصرفت..
لكن أين أذهب؟! إلى البيت وأخبر أمي وأبي؟.. أم أرجع إلى المستشفى؟.. أم أذهب مستشفى آخر..لاحول ولاقوة إلا بالله..
بعد تفكير سريع قررت ان اذهب الى مستشفى آخر..
وفي قسم الطوارىء:
- السلام عليكم.. يادكتور أن أشكو من صداع في الرأس يصاحبه ضعف في النظر وبعد الكشف السريع وعمل الأشعة اللازمة..قال الطبيب:
-نحتاج إلى أشعة مقطعية دقيقة لرأسك، وهذا غير متوفر حالياً في المستشفى.. أذهب إلى مستوصف خاص واعمل الأشعة.. ثم ارجع إلي بها.. وأحاول أن يكون سريعاً!
قالها الطبيب ثم سكت..
نزلت غلى السيارة وأخذت اوراق الأشعة ثم صعدت بها إليه..
-عجباً!! كيف جئت بهذه السرعة!!.. لماذا لم تعمل الأشعة؟!..
-قد عملتها قبل أن آتيك.. وها هي بين يديك..
أخذ الطبيب يفكك رموز هذه الاوراق..
أما أنا فقد جلست على الكرسي لا تكاد تحملني قدماي..
لكني كنت اكثر ثباتاً من المرة الاولى..
ذكرت الله تعالى..سبحان الله..والحمد لله..ولا إله إلاالله..والله أكبر..أستغفر الله..أستغفر الله..
}لون امر{تذكرت وصيته صلى الله عليه وسلم لان عمه عبدالله بن عباس){لون احمر}:
واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأعلم أن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً..{الى هنا الحمر} هان الأمر عليّ.. واطمأنت نفسي..
ماذا سيحدث؟! ورم! لست الأول ولا أطنني الأخير..
أمي..أبي.. وأخواتي..سيبكون يوماً او يومين..ثم ينسون..
فجأة رفع الطبيب سماعة الهاتف واستدعى مجموعة من كبار الأطباء إلى عيادته.. جاءوا..نظروا في الأوراق طويلاً..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
** امة الله **
عضو نشيط
عضو نشيط
** امة الله **


عدد الرسائل : 33
الوظيفة : رساله  قصه مؤثره للغايه Doctor10
الاوسمة : : 4
sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">$post[field5]</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

رساله  قصه مؤثره للغايه Empty
مُساهمةموضوع: رد: رساله قصه مؤثره للغايه   رساله  قصه مؤثره للغايه Emptyالخميس مايو 22, 2008 7:15 pm


كنت أنتظر خبراً مفزعاً..لكني لم أضطرب كثيراً..علقت أمري بالله..بدأت الأوهام تعود إليّ.. لماذا أنا بالذات أصاب بالمرض الخبيث؟الناس كثيرون.. ثم صرخت بنفسي: أعوذ بالله ولماذا أجرم بذلك! لعل ذاك الطبيب قد أخطأ.. صداع عارض وينتهي الأمر..
طالت فترة الانتظار فالتفتّ غلى الطبيب..وسألته:
-هاه..بشرَّ.. ماالخبر؟!
رّد بنبره حازمه أنتظر قليلاً..اصبر..
ثم تركني في دوّامتي ومضى يتلمظ بلغة أعجمية مع زملائه..
لم تمض ساعة حتى انتهوا من نقاشهم ثم خرج الأول فالثاني فالثالث..
التفت إليّ الطبيب ثم قال:
اسمع ياعبدالله!..
انت شاب مؤمن وكل شيء بقضاء الله نعالى وقدره.. التقارير والأشعة تدل!
على وجود ورم في رأسك، حجمه يزداد بسرعة مخيفة، وهو الآن يضغط على عروق العين من الداخل وفي أي لحظة قد يزداد هذا الضغط.. فتنفجر عروق العين من الداخل.. فتصاب بالعمى.. ثم تصاب بنزيف داخلي في الدماغ..
ثم تموت!!..
لذا لابد أن تدخل الآن إلى المستشفى.. والليلة تدخل غرفة العمليات.. ونزيل جزاء من عظم الجمجمه ثم نخرج الورم.. وبعد ذلك نعيد العظم مرة أخرى.. ثم سكت الطبيب..
أما أنا فقد كانت الصدمة عليّ أهون من الأولى.. تقبلت الخبر بهدوء وتعجب منه الطبيب ثم رفعت سماعة الهاتف وإتصلت بوالدي..
جاء والدي...
شيخ كبير تجاوز السبعين من العمر.. أحضره السائق.. فنظره الكليل لا يساعده على القيادة.. كم تعب واجتهد في التربية والهناية..جزاة الله خيراً..
لما رأني أبي..فزع من وجوم وجهي وأصفرار عيني.. وقال وهو واقف:
مالذي جاء بك غلى هنا.. ولماذا جئت هنا..و ..
قلت له:يا أبي.. تعلم أني أشكو من صداع دائم وقد ذهبت إلى المستشفى.. وعملوا لي الفحوصات..ثم جئت غلى هذا المستشفى.. وبعد الفحوصات أخبروني أن عندي ورم في الرأس ولابد من إجراء عملية عاجلة في الرأس..
سمع لبي هذه الكلمات فكان أقل تحملاً مني..صاح بي:
ورم..ورم..لاحول ولا قوة إلى بالله.. ثم جلس على الأرض.. وهو يردد:
أنا لله وإنا إليه راجعون.. وإذاً نرسلك لتعالج مع أخيك في أمريكاً.. ولاحول ولا قوة إلا بالله..قال هذه الكلمات وهو يتذكر معاناته منذ سنة كاملة مع أخي الأكبر عبدالرحمن الذي يعالج في أمريكا من مرض السرطان..
كم رأيت أبي يبكي في الهاتف وهو يكلمه..
كم كان بدعو له آخر الليل.. وفي الصلوات.. كان حزن أبي عليه ظاهراً.. خاصة أذا رأى أولاد عبدالرحمن الصغار يسألون عن أبيهم: جدي أين بابا.. لماذا ماعندنا أب مثل بقية أولاد..
أخذت أنظر الى أبي ودموعه تسيل على خديه..وهو يرى أولاده يموتون بين يديه.. فأخي خالد توفي في حادث سيارة قبل سنتين.. وأخي عبدالرحمن يصارع الموت في أمريكا.. وانا في أول طريق لاتعرف نهايته..
التفت أبي إلى الطبيب.. وحاول أن يتجلّد وهو يسأله عن خطورة المرض.. لكن عاطفة البوه كانت أقوى..فبدأت الدموع تسيل من عينيه..
قال الطبيب: لاتحزن ياأبا عبدالله.. الأمر سهل إن شاءالله..اطمئن..
قال ابي: يادكتور..نريد أن تعطينا الأوراق والفحوصات الخاصة بعبدالله وسوف يسافر إلى أمريكا..يعالج هناك مع أخيه..
وافق الطبيب على ذلك.. أخذ ابي الآوراق.. وتمت الحجوزات بسرعة.. وسافرت مع أخي عبدالعزيز..
وصلنا المستشفى مساء.. عملوا لي التحليلات ةالفحوصات الأزمة..
كل شيء تم بسرعة..
وفي الصباح أدخلوني غرفة العمليات.. كم هي غرفة مفزعة.. أجهزة هنا وهناك.. سكاكين ومصقات ومشارط.. كأني في مشرحة..
وجوه واجمة.. وأعين تنظر إليك بتلهف كانما تريد أن تفترسك..
ايدي الأطباء تألف الدماء.. لا أتصرف في نفسي بل أهم يتصرفون في كيفما شاءوا.. حملوني (نعم حملوني حملاً) من على السرير المتحرك إلى سرير العمليات..
بسم الله.. لا إله الله.. ذكرت الله كثيراً..
بقيت أنتظر بداية العملية.. وأتأمل في جوه من حولي..
رفعت يدي إلى رأسي أتحسسه.. مسكين يأراسي!! كيف سيكون حالك بعد قليل.. وقف الممرضون ينتظرون..يظهر أن الطبيب الذي سيباشر العملية لم يصل بعد.. فجأة فتح باب غرفة العمليات ودخل رجل لاترى منه إلا عينيه.. صافحني بلطف.. ثم أشار إلى أحدهم فجاء بإبرة كبيرة (أي والله كبيرة) ثم طعن بها فخذي فكان آخر عهدي بالدنيا.. دخلت في غيبوبة تامة..
حلق الطبيب شعر رأسي.. ثم قطع فروة رأسي على هئية دائرية.. ثم بدأ بنشر عظم الجمجمة.. حتى نزع أعلاها.. ووضع العظم بجانبه.. ولم يكن حجم هذا العظم صغيراَ.. كان بحجم الصحن الصغير..
ثم أخرج الورم.. وكان أكبر من البيضة بقليل..
الأمور تسير على مايرام..
وفجأة أضطرب الدم في عروق الدماغ.. ثم توقف الدم في الشرايين وأصابتني جلطة في الدماغ..
فأضطرب الطبيب وحـَّرك -خطئاً- الأعصاب المتصلة بالمخيخ فأصبني شلل نصفي في الجزء الأيسر من جسمي..
فلما رأى الطبيب ذلك انهى ماتبقى من العملية بسرعة.. وسارع إلى إرجاع عظم الجمجمة إلى مكانه.. وغطى بالجلد فوقه..وخيط المكان..
ثم حملوني من على السرير العملية والقوني فوق السرير المتحرك.. وساقوني إلى غرفة العناية المركزة التي يمونها الـ(إن عاش)
مكثت بعد العملية في غيبوبة تامة لمدة خمس ساعات..
وفجأة أصابتني جلطة في الرجل اليسرى.. فحملوني سريعاً إلى غرفة العمليات وفتحوا صدري ووضعوا لي فلتراً صغيراً على شريين القلب.. ثم أعادوني غلى غرفة الـ(إن عاش) استقرّت حالتي أربع ساعات.. ثم أصبت بنزيف شديد في الرئة..!!..
حملوني للمرة الثالثة -أو لعلها الرابعة- إلى غرفة العمليات وفتحوا صدري مرة أخرى ونظفوا الرئة من الدم..وعالجوا النزيف.. ثم أعادوني غلى غرفة الـ(إن عاش) ضاق بي الطبيب بأمري ذرعاً.. أمراض متتابعة.. حالة متقلبة..مفاجآت لا آخر لها.. استقرّت حالتي اربع وعشرين ساعة.. أحس الطبيب بشيء من الانتعاش والسرور.. وفجأة بدأت درجة حرارة جسدي ترتفع بشكل مخيف..
أجرى الطبيب فحصاً سريعاً عليّ.. فاكتشف بعد الفحص الدقيق أن العظم الذي أستخرج الورم من تحته قد أصابه التهاب شديد.. ولابدّ من إخراجه وتعقيمه.. قبل أن يؤدي إلى تسمم في الدماغ!!
استدعى الطبيب فريق العمليات.. ثم حملوني كالجنازة.. وألقوني على سرير في غرفة العمليات..
بدأت أنظر إليهم.. لا أملك من أمري شيئاً.. وكلت أمري إلى الله. غلبني البكاء فبكيت تنميت أن أرى أمي أو ابي لأقبل أيديهما.. بل والله وألثم ارجلهما.. قبل أن أودع..
وفجأة..
اقبل الطبيب نحوي.. فأردت أن أسأله عن المرض.. ولماذا هالدنيا.. دعوت الله وأستغثت به: ربَّ أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.. ثم رفعت بصري إلى السماء وقلت: يا أرحم الرحمين.. إن كانت هذه عقوبة فأسلك المغفرة والرحمة.. وإن كانت بلاء فأرزقني الصبر على البلاء.. وعظم لي الأجر والجزاء.. ثم غلبني البكاء.. فاخذ الممرضون يصيحون بي بلغة أعجمية.. لم أفهم مايقولون.. لكني كنت أعلم أنهم يصمتونني.. غالبت نفسي.. وتصبرت..
ذكرت هادم اللذات.. وتفكرت في انحلال الملذات..
طالما سخرت بي الدنيا حتى ذهبت ايامي..
كلما نصحني الناصحون.. قلت: عما قريب أتوب.. وماتبت..
قد غرّني فيما مضى شبابي.. وجمال سيارتي وثيابي.. ونسيت الاستعداد للحياة الخرى والله لقد عظمت كربتي.. وذهبت قوتي.. وغداً يصبح التراب فراشي..ليتني كنت من قـَّوام الليل.. الذين أطار ذكر النار عنهم النوم.. وأطال اشتياقهم غلى الجنان الصوم..
فنحلت اجسادهم.. وتغيَّرت ألوانهم..
تفركت في الحشر والمعاد.. وتذركت حين يقوم الأشهاد..
ويلي.. إن في القيامة لحسرات.. زإن في الحشر لزفرات.. وعلى الصراط عثرات.. وعند الميزان عبرات.. والظلم يومئذ ظلمات.. والكتب تحوي أخفى النظرات.. والحسرة العظمى عند عرض السيئات.. فريق في الجنة يرتقون الدرجات.. وفريق في السعير يهبطون الدركات.. ومابيني وبين هذا إلا أن يقال: فلان مات..
وأخشى أن أصيح: ربّ ارجعوني.. فيقال: العمر.. فات..
عجباً للموتى.. جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا.. وبنوا مساكنهم فما سكنوا.. تباً لهذه الدنيا.. أولها عناء.. وآخرها فناء.. حلالها حساب.. وحرامها عقاب.. تفكرت في حالي..
فإذا عمري محدود.. ونفسي معدود.. وجسمي بعد الممات مع الدود..
آه.. إذا زلت يوم القيامة القدم.. وارتفع البكاء وطال الندم..
ويلي إذا قدمت على من يحاسبني على الصغير والكبير..
يوم تزل بالعصاة الأقدام.. وتكثر الآهات والآلام.. وتنقضي اللذات كأنها أحلام.. ثم بكيت.. نعم بكيت وتمنيت البقاء في الدنيا.. لا لأجل التمتع بها.. وإنما لأصلح علاقتي بربي جل جلالهذه المضاعفات..فلم يلتف إليّ.. وإنما أمر بتخديري تخديراً عاماً..
فلما غبت عن الدنيا.. سل سكاكينه ومشارطه..
ثم أنتزع فروة الرأس التي تغطي العظم.. وأخرج العظم ووضعه جانباً.. ثم أعاد الجلد فوق الدماغ من غيرا عظم!!..
استغرقت العملية ساعات.. وبعدها حملوني.. وألقوني على سرير في غرفة الـ(إن عاش) افقت من إغمائي.. فإذا الأجهزة تحيط بي من كل جانب.. هذا لقياس التنفس.. وهذا لقياس الضغط.. والثالث لضربات القلب.. والرابع.. والممرضون يحيطون بي من كل جانب..
تعجبت من هذه المناظر.. أين أنا..بقيت واجماً..
ثم تذكرت أني في أمريكا.. وأني قد كنت في غرفة العمليات..
رفعت يدي وتحسست رأسي فأذا هو ليّن.. أين العظم؟!.. بالأمس كان رأسي مكتملاً.. بكيت.. سالت الطبيب: أين بقية رأسي؟!!
فقال لي بكل برود: عضمك يبقى عندنا لتعقيمه.. وبعد ستة أشهر ترجع إلينا نعيده مكانه.. مكثت أياماً تحت العناية المركزة.. ثم خرجت منها..
مكثت في أمريكا شهراً كاملاً.. ثم رجعت الى الرياض..
وهاأنذا أنتظر أنتهاء الأشهر الستة لأستعيد بقية رأسي!!..
ثم سكت عبدالله.. وهو يدافع عبراته..وحق له أن يبكي..
أما أنا...
فأستمعت منه هذه الكلمات.. وأنا في أشد العجب من تقلب الزمان على أهله.. فبعد ما كان شاباً مفتول العضلات.. بهيّ الوجه.. يتقلب بين المال الوفير.. والوظيفة.. والصحة.. والعائلة المرموقة..و.. ثم هو الآن على هذا الحال.. فسبحان من يقضى ولا يُقضى عليه
ما أحقر هذه الدنيا.. حقاً إن الآخرة هي دار القرار..
ومضت الايام.. وأنا أزوره من حين لآخر..
ومع العلاج منَّ الله عليه فشفى من الشلل واستطاع المشي..
فأنقطعت عنه مدة.. ثم اتصل بي واخبرني أنه سيسافر إلى أمريكا لاستعادة بقية رأسه.. وبعد رجوعه جئته زائراً فإذا وجهه متهلل فرح سرور.. وقد أكمل الله عليه نعمته وأستعاد بقية رأسه.. وناولني بطاقة يدعوني فيخا إلى زواجه..
أما حال هذا الشاب الآن فهو من الصالحين..بل من الدعاة إلى الله تعالى.. الذين يخدمون الدين بكل مايملكون..
إن نظرت غلى المساكين وجدت يكفل عدداً منهم.. يتولى جميع الزكوات وإتفاقها عليهم بل إن باعا في تنسيق المحاضرات لبعض الدعاة..
والمساعدة في طباعة الكتب وتوزيعها..إلى غير ذلك من وجوه الخير..
(فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً..)
أسأل الله تعالى لي.. ولك.. ولجميع المسلمين الثبات على دينه... آمين

وبعد:
أيها الأخ الكريم..
أيتها الأخت الكريمة..
لا أدري كيف ابدأ معك الكلام..
ولا أدري هل ستقبل مني أم لا..
ولكن أبد من المصارحة..فأنت أخ مسلم لك عليّ حق النصح والتوجيه..و والله ماكتبت إليك هذه الكلمات إلا أنني أحب لنفسي من الخير.. فأحسن بي الظن..
أنت عبدلله تعالى تقف بين يديه كل يوم خمس مرات.. وكل ذرة من ذرات جسمك.. وبل كل نفس من أنفاسك لايتحرك إلا بأذن خالقك.. فهل سألت نفسك يوماً: كيف علاقتي معه؟!!
هل هو راض عني أم لا؟!!
كيف سيكون اللقاء يوم القيامة؟!..
أنت وحدك الذي تستطيع أن تجيب عن هذه الأسئلة..
والأشغال بالطاعات.. والكف عن المحرمات.. هو سبيل الوصول إلى رضى الله تعالى.. بل هو سبيل دخول الجنة..

هذه الوصية لمن أراد أن يكون من أهل الجنة.. أن يوقن أنه في هذه الدنيا عابر سبيل.. وأن الدار الآخرة هي دار القرار.. وأن البلاء قد ينزل به في أي لحظة.. وأن النفس إذا خرج فقد لايعود إليه..
ولايغتر بماله وصحته وقوته.. ولابجاهه ومنصبه.. فأنما هذه أحلام قد تزول في طرفه عين..
قال صلى الله عليه وسلم كل أمتي يدخول الجنة إلا من أبى! قيل: ومن يأبى يارسول الله؟!
قال من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).






رساله  قصه مؤثره للغايه 120%20(114)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رساله قصه مؤثره للغايه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدي القصص والروايات-
انتقل الى: